زيارة " اموس هوكشتاين "  هل تنزع فتيل الصراع  بين لبنان والكيان الإسرائيلي

زيارة " اموس هوكشتاين "  هل تنزع فتيل الصراع  بين لبنان والكيان الإسرائيلي

  • زيارة " اموس هوكشتاين "  هل تنزع فتيل الصراع  بين لبنان والكيان الإسرائيلي

افاق قبل 2 سنة

زيارة " اموس هوكشتاين "  هل تنزع فتيل الصراع  بين لبنان والكيان الإسرائيلي

المحامي علي ابوحبله

 

بانتظار الزيارة المرتقبة للوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود بين لبنان والكيان الصهيوني ، "  آموس هوكشتاين " الى بيروت وتكتسب  أهمية استثنائية في هذا التوقيت بالتحديد  لتحديد المسار الذي سوف تسلكه المفاوضات حول الحدود البحرية وما إذا  كانت الزيارة ستفضي  إلى جولة جديدة من المباحثات غير المباشرة مع  الكيان الصهيوني او مع مواجهة مفتوحة قد تتخذ بُعدا عسكريا. وكما بات واضحا ينتظر المسئولون اللبنانيون ما سيحمله هوكشتاين، كما ما سيكون رده على ما سيعرضه لبنان الرسمي .

ونقلت مصادر ديبلوماسية لـ"نداء الوطن" أنّ الوسيط الأميركي لا يبدو في وارد تأكيد زيارته لبنان "قبل التأكد من أنه سيحصل على جواب خطي رسمي من الجانب اللبناني على الطرح الخطي الذي سبق أن حمله معه خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت"، كاشفةً أن "هوكشتاين حريص على المضي قدماً في الوساطة الحدودية بين لبنان وإٍسرائيل لكنه في الوقت نفسه مصمم على أن تكون أي زيارة جديدة يقوم بها إلى لبنان منتجة وحاسمة في تحديد الخيارات والمواقف من جانب المسئولين اللبنانيين من دون المزيد من المناورات العقيمة".

أضافت "نداء الوطن" أنّ المعطيات العسكرية التي رُفعت إلى رئيس الجمهورية بالاستناد إلى ما تم الحصول عليه من معلومات عبر تقنيات الرصد والرادارات الملاحية حول حركة السفينة قبالة المنطقة الحدودية البحرية، بينت أنّها اتخذت نقطة تمركزها إلى جنوب حقل "كاريش" من الناحية الإسرائيلية ضمن مسافة تقدر بنحو ميلين بعيداً عن الخط 29، غير أنّ الخبراء العسكريين يؤكدون أنّ "المشكلة لا تكمن في مكان تموضع السفينة بل في بدئها عملية التشبيك مع الأنابيب في حوض حقل "كاريش"، ما يعني أنها عندما تبدأ باستخراج الغاز تكون عملياً تسحبه من الحقول الموجودة في المنطقة المتنازع عليها"، مع التشديد انطلاقاً من ذلك على أنه "من الخطأ التركيز على مسألة عدم خرق السفينة الخط 29 لأنّ الخطر لا يتعلق فقط بمكان تمركزها إنما أيضاً بإنتاجها الذي لا شك في أنه سيضخ كميات من الغاز اللبناني في الأنابيب الإسرائيلية".

وقالت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» إن «الخوف ليس من المكان الذي رست فيه السفينة لكن مما يمكن أن تستخرجه ومن أي آبار»، لافتة إلى أن سفينة التنقيب Stena IceMax التي تعمل لمصلحة شركة «هاليبرتون» الأميركية، باشرت منذ أيام عملية حفر بئر رابع في الجزء الجنوبي من حقل «كاريش»، بمحاذاة الخط 29، تحت اسم KM-04 بعدما بيّنت مسوحاتها احتمال وجود «نفط سائل» أسفل البئر KN-01 الموجود في الجزء الشمالي من «كاريش»، أي ضمن حيّز الخط 29. ورجحت المصادر أن Stena IceMax ستنتقل بعد أسابيع إلى شمال «كاريش» ليصار بعدها إلى تحويل بئر التنقيب KN-01 إلى بئر إنتاج وربطها مع الآبار التي ستباشر منصة الإنتاج التابعة لـ«أنرجين» عملية الاستخراج منها، «وهذا ما يجب أن تخشاه لبنان

وتشير معلومات «الديار» الى ان رئيس الجمهورية سيؤكد على  مضمون الرسالة التي بعثها الى الأمم المتحدة في شباط الماضي وبالتحديد لجهة ان حقل كاريش بات حقلاً متنازعاً عليه وليس حقلاً إسرائيليا، من هنا وجوب توقف أي أعمال تقوم بها السفينة اليونانية Energean Power قبالة المنطقة الحدودية البحرية المتنازع عليها، حتى انتهاء المفاوضات.

وأمس تسلّم عون التقرير العسكري الذي جاء مضمونه "بديهياً لا يحمل جديداً خارج إطار المعطيات المعروفة حول الموضوع"، وفق تأكيد مصادر مواكبة للملف، معتبرةً أنّ كل ما في الأمر أنّ عون طلب من الجيش إعداد التقرير لكسب الوقت والمزيد من "المرجحة" بانتظار أي جديد يتصل بـ"البازار المفتوح مع الأميركيين حول خطوط الترسيم".

 ما أقدمت على حكومة الاحتلال الصهيوني يشكل اعتداء سافراً على سيادة الدولة اللبنانية وسطواً صريحاً على ثروات لبنان ، تستغل فيه دولة الاحتلال جملة من العوامل اللبنانية والإقليمية والدولية لفرض أمر واقع لا رجعة عنه، يحيل صيغة التفاوض إلى مجرد لقاءات جوفاء لا طائل من ورائها. العامل الأول هو بالطبع ضعف السلطة اللبنانية واقترابها حثيثاً من حال الدولة الفاشلة أو المفلسة أو شبه المشلولة من حيث ممارسة السيادة وبسطها براً وبحراً وجواً، فضلاً عن المشكلات السياسية والاقتصادية والصحية والخدمية والمصرفية، التي تزيدها وطأة كارثة مرفأ بيروت واستعصاء المفاوضات مع صندوق النقد الدولي

كذلك تستغل الخطوة الإسرائيلية هرولة بعض الأنظمة العربية إلى التطبيع، بحيث يتحول استثمار حقل كاريش إلى ورقة ضغط مزدوجة الأغراض، تدفع من جهة أولى إلى تشجيع مظاهر التطبيع حتى عبر مفاوضات غير مباشرة، كما تلوح من جهة ثانية بالمغريات المادية والمكاسب الاقتصادية والاستثمارية التي يمكن أن تنجم عن التعاون في ميدان استثمارات الطاقة. كل هذا على خلفية حاجة العالم إلى الغاز في ضوء تراجع أو تجميد إمدادات الغاز الروسي بسبب اجتياح اوكرانيا وما ارتبط به من عقوبات.

واذا كان تحريك الوساطة الأميركية بطلب لبنان يعتبر خطوة نحو احتواء التوتر وإعادة التعامل مع الوقائع القانونية الشديدة التضارب فان ذلك لا يحجب موقع لبنان السلبي الذي ينتظر مجيء هوكشتاين فيما من غير المعروف بعد أي موقف موحد سيبلغه إياه واستنادا الى أي استراتيجية تفاوضية ما دام الموقف الرسمي للدولة اللبنانية حتى الساعة لا يكفي لاعتبار ان إسرائيل اعتدت على ارض متنازع عليها مع لبنان. فحتى الان تنفي تل أبيب أن تكون سفينة انرجين دخلت المنطقة المتنازع عليها مع لبنان خصوصا ان لبنان لم يعدل المرسوم 6433 وبالتالي النقطة التي تعمل عليها السفينة تأتي خارج الخط 23 الذي يعتبره لبنان الرسمي الخط الاساسي المثبت للتفاوض في مسألة ترسيم الحدود. وليس خافيا ان اسرائيل  تستغل التخبط في الداخل اللبناني لناحية تحديد خط التفاوض والانقسام حول اعتماد الخط 23 او الخط 29 فسارعت الى إطلاق الاعمال على حقل كاريش الذي يعتبر حتى هذه اللحظة أمام الأمم المتحدة ومجلس الأمن ضمن منطقة غير متنازع عليها مع لبنان لكون لبنان لم يعدل خطوطه البحرية أمام الأمم المتحدة.

وثمة من يشير الى ان دائرة التنسيق بين الرئاسات الثلاث وكذلك مع حزب الله ضمنا شهدت تكثيفا ملحوظا في الأيام الأخيرة من اجل السعي لتدارك الثغرات المثيرة للقلق في الموقف اللبناني ومن اجل التوافق على اعتماد لغة واحدة وموقف لبناني تفاوضي واحد يجري إبلاغه الى الوسيط الأميركي علما ان العارفين بهوكشتاين يدركون انه سيسارع الى تذكير محادثيه اللبنانيين بعرض قدمه الى بيروت ولم يلق جوابا عليه.

وأفادت معلومات "النهار" ان "حزب الله" كلف النائب السابق نواف الموسوي ملفّ الحدود البحريّة وعمليّة الترسيم، بالإضافة إلى تنسيق المواقف مع القوى السياسيّة. ويذكر ان الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله سيتحدث حول آخر التطورات السياسية في الثامنة والنصف من مساء غد الخميس .

وكشفت مصادر لبنانية على صلة مباشرة بالملف، إن الحل الدبلوماسي على قاعدة حصول لبنان على كامل حقوقه، هو المدخل الوحيد لسحب فتيل النزاع، مشيرة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن التوتر «لا يزال قائماً طالما أن هناك ادعاءً إسرائيلياً بحق مزعوم في المنطقة الاقتصادية الخاصة بلبنان»، مشددة على أنه «ليس لبنان هو المعتدي، بل إسرائيل هي التي تعتدي على المنطقة الاقتصادية اللبنانية».

ونفت المصادر اللبنانية معرفتها ما إذا كان هوكشتاين يحمل حلاً كاملاً معه في الزيارة المرتقبة الأحد المقبل، قائلة: "كان هناك إصرار على استعجال زيارته لأن الأمور سيئة، ومن الضروري أن يستأنف مهامه كوسيط بين الطرفين"، علماً بأن الدعوة اللبنانية قابلتها دعوة إسرائيلية أيضاً عبّر عنها وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أول من أمس الاثنين بالقول إن النزاع مع لبنان "هو قضية مدنية سوف يتم حلها دبلوماسياً بوساطة أميركية".

وقالت المصادر اللبنانية: "لا شيء محسوم حتى الآن حول ما سيحمله هوكشتاين، والثابت الوحيد هو اتفاق الإطار الذي أعلنه الرئيس بري في مطلع تشرين الأول 2020، وينص على ترسيم الحدود البحرية وتحديد كل طرف لمياهه الإقليمية والمنطقة الاقتصادية الخاصة به"، مشددة على أن اتفاق الإطار "هو الصيغة والآلية الوحيدة المتوفرة لترسيم الحدود وحل النزاع".

 

 

 

 

 

 

 

 

التعليقات على خبر: زيارة " اموس هوكشتاين "  هل تنزع فتيل الصراع  بين لبنان والكيان الإسرائيلي

حمل التطبيق الأن